Wednesday, March 14, 2012

طعم الحرية - الحلقة الثانية - تيت توت TASTE OF FREEDOM 2 out of 9

للاستماع لها:





بدأت محاولاتي في الكلام تتكلل بالنجاح، وبدأت بنطق أولى كلماتي، "امبوّه"

و "كاكّا" وتوالت الكلمات، وهنا فرح الجميع وبدأوا يستحثونني على الكلام

ويداعبونني، فتوهمت وقتها "أقول توهمت" أنني سأتحرر قريباً ولكن

الديمقراطية المزعومة لم تلبث أن اختفت، وما ان بدأت في تكوين الجمل

والكلام وبدأت أتحدث في كل وقت وكل مكان حتى صاروا ينهرونني ويسكتونني

ويستخفون بما أقول ولا يحملون آرائي محمل الجديه مع انها كانت دائماً

صائبه. آآآه ندمت على التعب والمعاناة التي بذلتها في تعلم الكلام،

ولكنني ومع هذا كله لم أيأس أبداً!!

لا أدري لماذا كانوا يعاملونني بكل هذا التعسف، كلما هممت بفعل شيْ

منعوني (لا هذا أفّو) .. (كخ هذا بطال)

وكله كوم و "أمنا الغوله" أو "أم الصبيان" كوم ثاني، كنت أحاول الفرار

من أسوار البيت باحثاً عن الحرية خارجه، ولكنهم كانوا يقبضون علي في كل

مره ويهددونني بها أن تسرقني، كنت أظن أن "أمناالغولة" هو الاسم الحركي

لجارتنا فتحية ولكنني اكتشفت فيما بعد أنها ليست إلا عميلة أخرى لهم!!

عشت طفولتي كلها تحت المراقبة والحراسة المشددة، يكرهونني على أكل

الخضار المهروسة ويتلذذون هم بأكل الحلوى والشكولاته ويقدمونها للضيوف

وأبناء الضيوف، يكرهونني على النوم ويسهرون هم على مشاهدة التلفاز

. يكرهونني على لبس الجزمة

الضيقة وأنا أحب أن يداعب النسيم قدمي، ولا أدري من حرم لهو الحفيانين

في الشوارع كان ابناء الجيران يتباهون أمامي بمقدرتهم على الخروج إلى

الشارع في كل وقت وبلا حذاء، آآآه اخترعوا لي حذاءً غريباً يطلق صفارات

إنذار مع خطواتي، كم  حاولت الفرار وأنا مع أهلي في السوق، أتحين لحظة

الزحام، أتظاهر باللهوبإحدى اللعب، واغافلهم وأتسلل كي أفرررك

ولكن هذا الحذاء اللعين يبدأ بإطلاق الصافرة (تيت   توت    تيت   توت    تيت)

  وعندما أنتبه لذلك اسرع وتسرع الصافرات (تت تتت تت تت تت تت)،

وعندها فقط يفتضح أمري وأرى أبي من بعيد يلحقني ويشير إلي، أظن أنه

يأمر أصحاب الدكاكين أن يقبضوا علي وفعلاً يهب أحدهم فيكفشني من يدي

ويسحبني إلى أبي وأرى ابتسامة الظفر على وجهه بعد أن يسلمني لأبي،

إخس يتباهى بالقبض على طفل بالكاد يصل لركبته؟! >:(



لا تتخيلون مدى الكبت الذي عشته وأعيشه، تخيلوا حتى عندما  أتقدم

بالمساعدة للغير يمنعونني!! لماذا؟؟ ما زلت أذكر كيف زجروني عندما

ساعدت أخي الأكبر في حل واجباته المدرسية، قد لا تصدقونني ولكنه الواقع

المرّ! عندما رأيته محيوساً في واجباته تبرعت لمساعدته، فأخذت جميع كتبه

ودفاتره وأقلامه وتلاوينه على غفله وبدأت أملأها كما يفعل هو، أنقش الكلام

مقلداً لما يكتبه بل أجمل لأني كنت أستخدم جميع الألوان المائية، كنت في

الرابعه من عمري ولكن عندي نبوغ مبكر، يعني ايش فيها لو قلدت الكتابات

التي في دفاتره؟ ليس في ذلك اختراع للذرّه! تخيلوا بعد أن أضنيت نفسي

وملأت جميع كتبه ودفاتره ووفرت عليه مجهود السنة كلها، بعد هذا كله لم

يشكرني أحد!!!

وإنما نهروني وزجروني وحرّموا علي لمس الأقلام والدفاتر!!

أنظر لأي درجه كان الكبت الذي أعيشه!! لماذا يا ترى كل هذا؟

ربما لأنني لم ألتحق بالمدرسة بعد؟؟

 
قررت من وقتها أن ألتحق بالمدرسة فوراً لكي تعود إلي حريتي!! >:)

وطبعاً ككل رغباتي قوبل قرار التحاقي بالمدرسة بالرفض أيضاً أقول لهم

أريد أن أذهب إلى المدرسة ويرفضون متعللين بحجج واهيه السن القانوني

وما السن القانوني!! كلام فارغ!! صحيح عمري أربع سنوات بس عقليتي الفذّه

تسبق جيلي بأجيال ولكنها الغيره العمياء!!

لم يصمد رفضهم كثيراً أمام إصراري فقط سنتين كنت خلالها أقلد الطلاب في

جميع التصرفات، خدعه ذكيه مني حتى يقتنع الجميع أني مؤهل للدراسه.

ونجحت خطتي :)  وليتها لم تنجح :(((((((

2 comments:

  1. اااااهههههه يا بطني لأ المقطع حق المساعدة في الواجبات تحفة فنية صراحة

    ReplyDelete