Wednesday, March 28, 2012

طعم الحرية - الحلقة الرابع - ما أدراك ما الجامعة TASTE OF FREEDOM 4


طعم الحرية، قصة اللاهث خلف حريته.. كتبتها عفوياً عام 1997م وسجلتها .. ولسبب ما لم أنشرها إلا بعد 15 سنه من كتابتها...
ولسبب ما (آخر) تجنبت أن أقوم بأي تعديلات أو تنقيحات.. فسامحوني مسبقاً :)
للاستماع إلى الملف الصوتي:


فعلاً تجاوزت مرحلة الدراسة ، وكسبت جولة جديدة في معركتي لنيل حريتي.

الآن إلى الجامعة! إلى الحياة الحرة! دكاتره مختصين متفهمين سيتولون

"الإشراف" على تلقينا للعلم! وداعاً للخيزرانه والفرش وداعاً لطابور

الصباح وتنظيف الفصل، وداعاً للمقصف ووداعاً لعم عطيه وسندويشاته

المقرفة!!! ومرحباً بالديمقراطية والحرية الحقيقية!! >:)

بكل فخر وزهو حملت شهادتي الثانوية بيميني وتقدير الـ"جيد جداً"

يزينها وذهبت لأسجل في الجامعة، وهناك في الجامعه...


انتظروا!  قبل أن أواصل أخبروني هل تعرفون معني كلمة "طابور"؟


غلط! كل الإجابات التي ذكرتموها خاطئة! ماعدا تلك التي ذكرها "الجامعيون"

الطابور هو عبارة عن منظومة بشرية لا نهائية مرصوصة بشكل عشوائي وتمتد

بتعرج أفعاوي إلى ما بعد الأفق، ذلك الطابور لن تلاحظ حركته إلا لو لاحظت

بعينك المجرده تحرك عقرب الساعات أو جريان قرص الشمس في السماء. وعند

طرفه تزاحم وتكوّم وصراع من أجل البقاء لا يكسبه إلا أصحاب الواوات.

ينتهي الطابور بشباك ألمونيوم صديء يجلس خلفه "شخص موظف" يحتسي قدحاً

من الشاي بالحليب بني اللون و يزمجر في الطلبه و.. فقط لا يفعل أي شيء آخر!

ذهبت لأسجل في الجامعة.. وكنت أحب الكيمياء وأريد أن ألتحق بكلية العلوم

ولكن....

يا ولد لازم تدخل الطب عشان تصير دكتور...  حاضر أبويه


يا ولد لازم تدخل الهندسة عشان تصير مهندس أحسن من ولد عمك... حاضر أمي


الأقهزة دي متطورة وحساسة قداً وكلفت القامعه مبالغ طائلة، ممنوع أي

حد يلمس أي قهاز أو يشغله، شوفو المزكره بس واحفزو اللي فيها! حاضر دكتور

ولكن دكتور الأجهزة هذي من منتصف السبعينيات والمذكرة كتبها طالب من

دفعة 81 بالآلة الكاتبه، وأكيد فيه تطورات حصلت في الكمبيوتر من وقتها؟

الدكتور: "نظرة خاوية بلهاء" ثم: الأقهزة دي متطورة وحساسة قداً ...إلخ.


إنت معدلك متدني ورايحين نحولك إلى قسم التاريخ.. حاضر يا عميد الكليه.


سلمون يا شباب هاهاها معليش غبت الـ13 محازرة اللي راحوا لكن هاها

انتو عارفين الزروف شباب هاهاها عندكم 3 كتب أحفزوها ورح يجيكم منها

سؤال واحد في النسفي الحسة الجاية لا أوسيكم أكتبوا كل اللي تعرفوه

وما تعرفوه في الورقه أوكي؟ إنتوا بس عبوها وأنا وقت لما أفدى أسححها،

أوكي شباب أنا أستأزن دحين ما حاقدر أكمل المحازره هاها تعرفوا

الزروف شباب ها ها ...    حاضر..... دكتور! >:(


أبنائي الَطَلَبَه! تعلَمَونَ أنَه لَم يخلَق شخصٌ كاملٌ!  لا تسوّل لأحَدكم نَفسَهُ أن

يحصلَ علَى تقديرٍ أكثَر من مَقبُول، فقَط أفضلُ طالبٍ في المَجموعةِ سَيَحصلُ علَى

75 بالمَاءة والبَاقين كلّهم دونَه، ولَو أن المَفَلَنَوطي نفَسه صحيَ من قَبره واختَبَرَ

عنِدي فلَن يَحصلَ علَى أكثَر من 80 بالمَاءَة! هَل بلّغت؟!  حاضر يا..... @#%$@!!!


هاهاها ايش تعترد عشان رسبت؟ ليه يابويه زلامات ما جاوبت وللا ايه؟

يا دكتور ايش معنى كللل الطلاب نجحوا إلا أنا؟؟؟؟!!! مع إني "حفزت"

الكتب السلاسه سمّ!!

ها ها ها أجل أكيد إنت المنحوس اللي ديعت ورقته، معليه عادي هاردلك

شباب في رحلة هاهاها

طيب دكتور ايش أسوي؟ كذا معدلي اتنسف!!!

هاهاها والله مقلب مرستك كيف بس؟ تعيش وتاخد غيرها هاهاها

طيب مش ممكن أعيد الاختبار؟؟؟

تعيد ايه ياخويه؟ هاهاها كان غيرك أشتر يا حبيبي روح العب بعيد خلاص

الدرجات اترسدت وازا فيك حيل روح اشتكي هاهاها


آآآآآآآآآآآآآآآههههههههههههههههههههههه!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كم اشتقت لمدرس الرسم وستاد فريج، لم أجد هنا إلا عينّات منهم تطورت

حتى بلغت أقصى درجات السوء!!!

استمريت أنا في دراستي بنفس الأسلوب ونفس الروتين، أرشيف مؤقت لترس

المناهج وإعادة تفريغها كل تيرم.


وتخرجت من الجامعة... لا تسألوني عن شعوري بعدها.. شعور أي "طالب"

أنهى عقوبته.. شعور سجين أفرج عنه بعد خمسة عشر عاماً في السجن وقبل

أن يجاوز باب زنزانته أصدروا عليه حكماً بالسجن المؤبد... مع الأشغال

والنفاذ! 


Wednesday, March 21, 2012

طعم الحرية - الحلقة الثالثة - أستاد فريج TASTE OF FREEDOM 3

طعم الحرية، قصة اللاهث خلف حريته.. كتبتها عفوياً عام 1997م وسجلتها .. ولسبب ما لم أنشرها إلا بعد 15 سنه من كتابتها...
ولسبب ما (آخر) تجنبت أن أقوم بأي تعديلات أو تنقيحات.. فسامحوني مسبقاً :)
للاستماع إلى الملف الصوتي:
http://www.youtube.com/watch?v=tP2SaQSLJOA






بالفعل اقتادوني إلى معتقلات التعليم الابتدائي ("التعليم" بحني الميم

إلى اليسار مع تنقيطها)

كل ما رأيته في حياتي كوم والذي عشته وذقته هناك في المدرسة كوم بل

أكوام بل جبال وهضاب وكل أنواع التضاريس!!!

منذ أول يوم لي في المدرسة أخذوا يجوبون بنا أنحاء المدرسة، كنت

أتفحص منافذها وأسوارها علّي أجد طريقة للفرار منها ولكنها كانت أحصن

من بيتنا >:(

مررنا بجوار غرفة الوكيل فرأيت العجب العجاب، أعتقد أن السلم الوظيفي

في المدرسين يعتمد على مهارتهم وخبرتهم التكنيكيه في الفرش والتعذيب،

لذا نجد مدرس العلوم مثلاً يجيد الفرش أكثر من مدرس الدين وأما مدرس

الرسم فلا يفرش أبداً بينما ينفرد مدرس الرياضيات بإجادة الفلكه المؤلمة

في الرجول. المهم عندما مررنا بجانب غرفة الوكيل رأيت طابوراً من

الطلبة البائسين قد اصطف أمام الباب يحرسهم بوديقاردان من الكشافه

(فرقة الكشافه من الفرق المعمّره في المدرسة والتي أبت إلا أن تبّلط في

سنة سادسة لذا فكلهم شنبات وأباضايات) انفتح باب الوكيل وأطل هو منه،

الشر والشرر يتطايران من وجهه وعينيه وابتسامته الجذله الهستيريه،

أومأ بطرف عينيه إيماءة استجاب لها العملاقان على الفور فأخرجا بقايا

طالب من الغرفة ثم توجها إلى أحد المتهمين الذي شحب وجهه ولم تعد

ساقاه قادرتان على حمله، فقاداه، أو بالأصح جرّاه إلى داخل الغرفه وخرجا

وأحكما إغلاق الباب وبدأت حلقة التعذيب، بدأ صراخ الولد يعلو

(ستاد خلاص ستااااد ستاد مو أنا ستاااااد، ستاد آخر مره ستاااااااااااد)

والوكيل يزمجر ( أنا رح أربيك يا ولد يا... يابن الـ... يا.. يا.. )

إلى آخر ذلك من الألفاظ التي لم نتعلمها إلا من مربي الأجيال في المدارس.

راح رنين الخيزرانه وطنينها يعلو ويعلو معه صراخ الولد المسكين حتى خمد،

أظن أنه فارق الحياة. كيف يحاكم ويعذب بدون محامي يدافع عنه؟ ليتنى

وصلت في الوقت المناسب لإنقاذ الولد!

ألا يوجد أسلوب للتفاهم غير هذا؟إنها الخيزرانه والخيزرانه فقط، كل شيء

هناك محرم وممنوع حقوق الإنسان جميعها مهضومه!! حرية إبداء الرأي معدومه!!!

الكلام ممنوع

الأكل في الفصل ممنوع

المعاملات التجاريه مع الحجّات ممنوعه، وياويل من يضبط مهرباً لكميات من

اللوز، يتعرض للفرش فوراً وتعزيراً ويتم مصادرة شحنة اللوز إلى غرفة

المدرسين طبعاً. كنا حتى إذا عفنا سندويشات المقصف (كانت عبارة عن شابوره

يسمونا خبز مجازاً فيها عينّة بيض مقطن أو كبده بايته أو جبنه بنكهة

المربى) كنا نستورد السندويشات من الكافتيريا المجاوره، ولكنها كانت

أيضاً محظوره بحجّة أنها ليست نظيفة (لا أريد أن أصف لكم الطريقة التي كان

يستخدمها عم عطيّه في إعداد السندويشات حتى تتمكنوا من مواصلةالقراءة،

فقط أحب أن أنوه أنه كان يستخدم يده المجرده في كل شيء! تخيل كيف يضيف

المربى والزبده إلى السندويشات بيده بعد أن يدعك بها انفه المزكوم!!)

كل هذا والمدرسون أنفسهم كانوا لا يتناولون إلا سندويشات الطعمية و

الشكشوكه الفاخره من البوفيه المجاوره!!

أذكر في مرة في حصة الرسم، طلب منا الأستاذ أن نرسم صحن فواكه، ولسوء

الحظ كان صحن فواكهنا في اليوم الذي قبله عباره عن كيوي وموز. فبدأت

أتفنن في رسم الكيوي وبالغت حتى امتلأ الصحن بالكيوي فقط وعندما تداركت

نفسي رسمت موزة واحدة معلقة في القمة ومقشرة كمان. عندما مر الأستاذ

بمحاذاتي ونظر إلى لوحتي اندهش، وسألني :

(ايش القرف والخرابيش البنيه دي يا ورع؟ أنا مش قلت أرسموا صحن فواكه؟)

قلت له أن هذا صحن الفواكه الذي عندنا في البيت رسمته فقال:

(ايش؟نا قلت لك ترسم الصحن اللي في بيتكم؟ إنتوا كنتوا تحلوا بايش أمس

بطاطس؟) قلت لا ولكنها حاجه حلوه بنيه من الخارج وخضراء من الداخل،

فاحتار الأستاذ وهرش الشماغ الذي التصق بفروة رأسه محاولاً تذكر فاكهة

بهذه المواصفات، ولكن قاعدة معلوماته الواسعه لم تسعفه بأن في هذا

الكوكب اكتشاف يسمى الكيوي. كل ما أسعفته به هو القشرة التي تناثرت

من شماغه على سطح ماصتي وكراستي. اكتفى بعدها  بأن أشار إلى السبوره

قائلاً: (شوف يا ولد أرسم صحن فواكه زي هذا، موز وبرتكان وتفاح وعنب

ونص حبحبه مفهوم!!!) وبطاعة عمياء نسخت الرسمة كالباقين وأصبحت هذه هي

لوحة الفواكه الدستوريه التي لم تتغير على مر السنين مع لوحات المنظر

الطبيعي (جبال بينها شمس مشرقه بخطوط صفراء ونهر يشق طريقه بين الجبال

و4 شجرات تفاح ونخلتين) بالإضافه إلى أسبوع الشجره واسبوع المرور وباقة

ورد وعمل اختياري.

استاد فريج، ما زلت أذكر هذا الشخص، لا أفتكر ملامحه بالقدر الذي أفتكر

به تفاصيل خيزرانته التي كان يبادلها شعوراً عاطفياً خفياً، ربما لأنها

الشيء الوحيد الذي ينصاع له في هذا الكون، فيفرغ عقده كلها في خزيرانته

وبالتالي في أيدينا وأقدامنا وجلودنا >:( كان يدللها، يزينها بلفافة

"شطرطون" سوداء وصفراء لتزيد قوة لسعها، وفي طرفها المكور هناك دبابيس

ذهبيه قاسية يستخدمها لـيقرمح بها ظاهر أصابعنا.

كان هذا الاستاد هاديء جداً جداً، يرن جرس بداية الحصه على بال ما يصل

إلينا يكون ثلث الحصه قد انصرم، وعلى بال ما يمسح بقايا الخط الصغير

الوحيد في السبوره ليتأكد من اختفائه، والعجب انه بعد ذلك كله لا يكتب

أي شيء على السبوره وإنما يتبوأ مقعده وفي تلك الأثناء يكون قد مضى ثلثي

الحصة يجلس على الكرسي بعدها ليلقننا حصة.... الرياضيات!

كانت ملامح ذلك الشخص مطعّجه ومتداخله بطريقه توحي إلى أنه نائم بالفطره

وبالرغم من أني أجلس في الصف الأول أمامه مباشرة كنت ألاحظ تحرك شفتيه

بصعوبه وهما تتمتمان بلا صوت ولكنني كنت أتابع معه لأني كنت أرى الصفحة

التي يقرأ منها درس الرياضيات وأقلب صفحتي كلما قلب هو الصفحة.

المعاناة التي كنت أواجهها معه هي أن الخدر يدب في أوصالي عندما يسكن

الفصل وأظل أرقب حركة شفتيه وملامحه المخدره، قاتلت لطرد النعاس ولكنني

في النهاية نمت غصبن عني. لحظتها فقط تحول جردل الثلج إلى تنين هائج

وصرخ (تنام في الحصة يا ولد يا.. يا .... يا ....!!!!) واستل خيزرانته

من غمدها واشهرها في وجهي و........ (آسف هذا المقطع يؤلمني كثيراً لذا

لن أسرده).

استمرت دراستي سنة تقذفني إلى أخرى وفي كل سنه تمتص المدرسة المزيد من

إصراري على نيل حريتي، إلى أن تبخر ما تبقى بداخلي من أمل، وأصبحت

شخصاً عديم الحرية والإراده.. ربما هذا كله بسبب الدراسه؟ وربما ساستعيد

حريتي بعد التخرج من المدرسة؟ ربما..

Wednesday, March 14, 2012

طعم الحرية - الحلقة الثانية - تيت توت TASTE OF FREEDOM 2 out of 9

للاستماع لها:





بدأت محاولاتي في الكلام تتكلل بالنجاح، وبدأت بنطق أولى كلماتي، "امبوّه"

و "كاكّا" وتوالت الكلمات، وهنا فرح الجميع وبدأوا يستحثونني على الكلام

ويداعبونني، فتوهمت وقتها "أقول توهمت" أنني سأتحرر قريباً ولكن

الديمقراطية المزعومة لم تلبث أن اختفت، وما ان بدأت في تكوين الجمل

والكلام وبدأت أتحدث في كل وقت وكل مكان حتى صاروا ينهرونني ويسكتونني

ويستخفون بما أقول ولا يحملون آرائي محمل الجديه مع انها كانت دائماً

صائبه. آآآه ندمت على التعب والمعاناة التي بذلتها في تعلم الكلام،

ولكنني ومع هذا كله لم أيأس أبداً!!

لا أدري لماذا كانوا يعاملونني بكل هذا التعسف، كلما هممت بفعل شيْ

منعوني (لا هذا أفّو) .. (كخ هذا بطال)

وكله كوم و "أمنا الغوله" أو "أم الصبيان" كوم ثاني، كنت أحاول الفرار

من أسوار البيت باحثاً عن الحرية خارجه، ولكنهم كانوا يقبضون علي في كل

مره ويهددونني بها أن تسرقني، كنت أظن أن "أمناالغولة" هو الاسم الحركي

لجارتنا فتحية ولكنني اكتشفت فيما بعد أنها ليست إلا عميلة أخرى لهم!!

عشت طفولتي كلها تحت المراقبة والحراسة المشددة، يكرهونني على أكل

الخضار المهروسة ويتلذذون هم بأكل الحلوى والشكولاته ويقدمونها للضيوف

وأبناء الضيوف، يكرهونني على النوم ويسهرون هم على مشاهدة التلفاز

. يكرهونني على لبس الجزمة

الضيقة وأنا أحب أن يداعب النسيم قدمي، ولا أدري من حرم لهو الحفيانين

في الشوارع كان ابناء الجيران يتباهون أمامي بمقدرتهم على الخروج إلى

الشارع في كل وقت وبلا حذاء، آآآه اخترعوا لي حذاءً غريباً يطلق صفارات

إنذار مع خطواتي، كم  حاولت الفرار وأنا مع أهلي في السوق، أتحين لحظة

الزحام، أتظاهر باللهوبإحدى اللعب، واغافلهم وأتسلل كي أفرررك

ولكن هذا الحذاء اللعين يبدأ بإطلاق الصافرة (تيت   توت    تيت   توت    تيت)

  وعندما أنتبه لذلك اسرع وتسرع الصافرات (تت تتت تت تت تت تت)،

وعندها فقط يفتضح أمري وأرى أبي من بعيد يلحقني ويشير إلي، أظن أنه

يأمر أصحاب الدكاكين أن يقبضوا علي وفعلاً يهب أحدهم فيكفشني من يدي

ويسحبني إلى أبي وأرى ابتسامة الظفر على وجهه بعد أن يسلمني لأبي،

إخس يتباهى بالقبض على طفل بالكاد يصل لركبته؟! >:(



لا تتخيلون مدى الكبت الذي عشته وأعيشه، تخيلوا حتى عندما  أتقدم

بالمساعدة للغير يمنعونني!! لماذا؟؟ ما زلت أذكر كيف زجروني عندما

ساعدت أخي الأكبر في حل واجباته المدرسية، قد لا تصدقونني ولكنه الواقع

المرّ! عندما رأيته محيوساً في واجباته تبرعت لمساعدته، فأخذت جميع كتبه

ودفاتره وأقلامه وتلاوينه على غفله وبدأت أملأها كما يفعل هو، أنقش الكلام

مقلداً لما يكتبه بل أجمل لأني كنت أستخدم جميع الألوان المائية، كنت في

الرابعه من عمري ولكن عندي نبوغ مبكر، يعني ايش فيها لو قلدت الكتابات

التي في دفاتره؟ ليس في ذلك اختراع للذرّه! تخيلوا بعد أن أضنيت نفسي

وملأت جميع كتبه ودفاتره ووفرت عليه مجهود السنة كلها، بعد هذا كله لم

يشكرني أحد!!!

وإنما نهروني وزجروني وحرّموا علي لمس الأقلام والدفاتر!!

أنظر لأي درجه كان الكبت الذي أعيشه!! لماذا يا ترى كل هذا؟

ربما لأنني لم ألتحق بالمدرسة بعد؟؟

 
قررت من وقتها أن ألتحق بالمدرسة فوراً لكي تعود إلي حريتي!! >:)

وطبعاً ككل رغباتي قوبل قرار التحاقي بالمدرسة بالرفض أيضاً أقول لهم

أريد أن أذهب إلى المدرسة ويرفضون متعللين بحجج واهيه السن القانوني

وما السن القانوني!! كلام فارغ!! صحيح عمري أربع سنوات بس عقليتي الفذّه

تسبق جيلي بأجيال ولكنها الغيره العمياء!!

لم يصمد رفضهم كثيراً أمام إصراري فقط سنتين كنت خلالها أقلد الطلاب في

جميع التصرفات، خدعه ذكيه مني حتى يقتنع الجميع أني مؤهل للدراسه.

ونجحت خطتي :)  وليتها لم تنجح :(((((((

Wednesday, March 7, 2012

طعم الحرية - الحلقة الأولى - حمّه توحه Taste of Freedom 1 out of 9

كتبتها وسجلتها عام 1997م ولسبب ما لم أنشها إلا بعد 15 سنه، ولسبب ما (آخر) رفضت أن أقوم بأي تنقيحات أو تعديلات.. فسامحوني مسبقاً :)

(للراغبين في الاستماع لها: http://youtu.be/XQPSK9bVyv4 




تعلمت في مدرسة الحياة.. أن الحرية هي أروع ما فيها ولكن..

ليس بالضرورة دائماً أن ينطبق العلم النظري على الواقع… للأسف!


----------------------------طعم الحرية-----------------------------



أنا حر! أنا حر! أنا حر!!!!!

لا تتعجبوا من صراخي هذا ففي قصتي ما يبطل تعجبكم..

سأبدأها من حيث بدأتُ وبدأتْ: كنت جنيناً أنام مطمئنا في رحم أمي أنعم

بالراحة الكامله والحرية المطلقه (حتى ذلك الحين فقط) في بيتي الصغير

 الذي لا يشاطرني فيه أحد (لحسن الحظ لم يكن معي توأم وإلا لما عرفت

للحرية طعماً أبداً).

وفجأة! وبلا سابق إنذار.. انتزعوني بالقوة من بيتي وأخرجوني من رحم أمي

حاولت الاعتراض والرفض والتشبث ببيتي ولكن هيهات!

ماذا تريدون مني؟! اتركوني!! لا أريد أن أخرج!!!!!

اكتشفت أنني لا أستطيع التفاهم مع من حولي :(

لم أجد وسيلة سوى الصراخ والترفيس ولكنهم بدأوا بتكتيفي وربطوني في

لفافة بيضاء! جبناء! أنا لوحدي وهم كلهم ضدي أبكي وأصرخ وهم فرحين

شامتين بعد أن قيدوني!!!!

منذ تلك اللحظة وأنا أتمنى العودة إلى رحم أمي ولكن بلا فائدة.



بعد أن فقدت الأمل في العودة إلى بيتي، فكرت كيف يمكن أن أستعيد حريتي

خارجه، ووجدت أن مشكلتي هي في إبداء الرأي لا بد أن يعرف الناس رغباتي،

ولكنني لم أكن قد تعلمت الكلام بعد.. أظل ألعب حتى إذا انتهيت لم أجد

ما أفعله فأبدأ بممارسة هواية البكاء، والمصيبة أنهم كانوا يستفزونني

أكثر عندما أبكي زاعمين أنهم يريدون إرضائي، أنا حر يا ناس أبغى أبكي

ايش لكم صلاح!!!

ما زلت أذكرها جيداً جارتنا فتحية!!! لم أكن لأصدق أن في البشر أحجام

كهذه قبل أن أراها، هي ممتلئه، لا أقصد سمينه، أظن أنها بدينة لا لا

أعتقد أنها دبيّه، تتجاوز كتلتها الربع طن أدق وصف يمكن أن ينطبق عليها

هو أنها بقرة بشرية!

كانت إذا زارتنا أحاول أن أتحاشاها واختفي عن أنظارها، أحبي بهدوء إلى

أقرب سرير لأختفي تحته دون أن تحس، ولكن عينها الفاحصة تلقطني بعد أن

تمسح أركان البيت، ويقشعر جسمي عندما أسمعها تقول (حبيييبي كتكووووتي

يانوسي ما أحلاه وأظرفه تحال لحمه توحه تحال حبوبي) أتجاهلها وكأني لم

أسمعها وأسرع الخطى، أقصد "الحبو" إلى السرير لأنفذ بجلدي، لكنها تهب

وتقترب مني، وعندما أحس باهتزاز الأرض تحت يدي وقدمي تزلزلها خطواتها

المقتربه أصاب بالذعر فأبكي،،  وياوييييلي إذا بكيت، تتبرع هي لإسكاتي

(وي حبيبي أكيييد جيعااان تحال تحا يا ناننّو تحال لحمة توحه)

ولا تلبث أن تنتزعني من مكاني بيدواحده عملاقه، أحاول أن أتملص  وأزيد

في البكاء لتعتقني ولكن لا فائدة، تأخذني وتحشر ثديها في فمي بالقوه

فأتذوق عرقها المر قبل حليبها الأمر ويغوص وجهي في ذلك الثدي العملاق

فيكتم أنفاسي فلا أستطيع مواصلة البكاء، وتفرح (ياناسي يا ناننو شوفو

أول ما أشيله يسكت على طول) أغتاظ منها فألفظ ثديها وأعاود الصراخ

بأعلى صوتي ولكنها تعود وتكرهني على تجرع حليبها أقاوم وأقاوم ولكنني

في النهاية أستسلم وأضطر لأن أسكت وأتظاهر بالنوم فقط لتعتقني.

(يووه يا حليله حبيبي سكت، شايفين زي ما قلت لكم أكيد كان جيعان أول

ما شلته سكت ونام). ذكريات مقززه!! ولكن لحسن الحظ هذا ما أنقذني من

أن أكون العريس المرشح لابنتها صفيّه (هاها مسكين سمير ابن الجيران).

آآآه أيام عذاب وشقاء، قررت أن أتعلم الكلام بسرعه حتى أستطيع التعبير

عن رأيي وحتى أنجو من هذه المواقف وأستعيد حريتي المسلوبه.